النفحات الربانيـة فى الإستغاثة بسيد البرية
تأليف فضيلة الشيخ/ عبدالله محمد عكور
تأليف فضيلة الشيخ/ عبدالله محمد عكور
من مقدمة المؤلف :
وبعد: فهذه نفحات ربانية ومنن وهبية، تنبئ عن نبذة يسيرة من كمال وشرف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتحقيق القول بإغاثته لمن استغاث به من الخلق، أوردتها حججاً دامعة للمعاند، وذكرى نافعة للمحب، بعد أن سمعت ما فاهت به أفواه المنكرين وسطرته أقلام الجاحدين، الذين أنكروا أن يكون لسيد الوجود يد في إمداد من استغاث به، بدعوى أن هذا القول غلو قد يفضي إلى الإطراء المنهي عنه، وأنه عليه الصلاة والسلام قد مات وانقطع نفعه، نسأل السلامة في الفعل والقول والاعتقاد، فأقدمت مستمداً فيض المدد من بحر الجود، سائلا إياه جل وعز أن يجبنا الزلل في القول والعمل.
ولست أول من صنف في هذا الموضوع، ولست أول من تحدث به، فقد سبقني بالكتابة كثير من العلماء جمعوا أخبار من استغاث برسول الله صلى الله عليه وسلم منهم:
الإمام الحافظ أبو بكر ابن أبي الدنيا "الفرج بعد الشدة" وكتابا آخر سماه "مجابي الدعاء".
الإمام أبو القاسم التنوخي "الفرج بعد الشدة".
الإمام أبو الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث القرطبي "المستصرخين بالله عند نزول البلاء".
الإمام أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال "المستغيثين بالله".
أبو عبد الله محمد بن موسى المراكشي "مصباح الظلام في المستغيثيت بخير الأنام في اليقظة والمنام".
يوسف بن إسماعيل النبهاني "شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق".
لكن هذا الكتاب يختلف عما سلف من المصنفات بأني لم أعتمد فيه المرائي المنامية إلا نادرا، بل أتيت بالأدلة على صحة الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم من الذكر الحكيم وما صح في السنة النبوية وأقوال العلماء وأفعالهم من عهد الصحابة إلى هذه الأيام، ثم ناقشت آراء المانعين للاستغاثة ورددتها، فجاء الكتاب بحمد الله مرجعا قويا في هذا الموضوع يرجع إليه طلبة العلم.