مختصر كتاب الروض الأنف الباسم في السيرة النبوية الشريفة
تأليف الإمام عبد الرحمن بن أحمد السهيلي الأندلسي
اختصار الإمام محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
تحقيق د عبد العزيز حرفوش / دار البشائر / الطبعة الاولى 1426 هـ
تأليف الإمام عبد الرحمن بن أحمد السهيلي الأندلسي
اختصار الإمام محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
تحقيق د عبد العزيز حرفوش / دار البشائر / الطبعة الاولى 1426 هـ
لقد حظي كتاب "الروض الأنف" باهتماما من قبل العلماء اللاحقين،
فاختصره عز الدين بن أبي، المعروف بابن الجماعة المتوفى / 819/ تسع عشة وثمانمائة للهجرة وسماه "نور الروض"
وعليه حاشية لقاضي القضاة يحيى المناوي المتوفى سنة/ 871/ هـ إحدى وسبعين وثمانمائة.
ثم جرد سبطه زين العابدين بن عبد الرؤوف هذه الحاشية.
وقد انتفع بمادة هذا الكتاب كثير ممن جاؤوا بعده، ولا سيما ابن القيم في كتابه "بدائع الفوائد".
ومن الجدير بالذكر أن الإمام السهيلي تألق وعلا شأنه بين العلماء من خلال هذا الكتاب، لأنهم وجدوا من خلاله أن الإمام السهيلي بذلك جهدا بارعا صادعا بأن الرجل كان إماما في فنون عصره بنصيب وفير، وقد لاءم بين فنون معرفته حتى جعل منها وحدة يصدر عنها في كل ما يكتب.
ومما يزيدنا إعجابا بهذا الإمام أنه فقد بصره، علما أن الكتب كانت في زمانه خطوطة، فمتى طالع كل هذا؟ وكيف طالعه؟ وتراثه يشهد له بأنه استوعب كل ما قرأن، وبدت سعة اطلاعه ونفاذ بصيرته وقوة تفكيره في أكثر ما كتب.
ومما يجعلنا أيضا شديدي الاحترام لهذا الرجل ملاحظة تلك الحقيقة التي تطالعنا في كتابه هذان إنها الأمانة الصادقة في النقل، وفي نسبة كل شيء إلى قائله، فلم يأت بزيادة مفتراه، أو يقترف في نقله نقصا قد يغير نم مفهوم القولن ولهذا نراه ينقل ما يتفق مع الحق، وما يقاربه في بعض أحيانه.
وكفى بالمرء شرفا أن يعتني بقلمه وفكره وروحه بسيرة أشرف البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويحيطها بالرعاية والاهتمام.