مسالك الحنفا الى مشارع الصلاة على المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
المؤلف: أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر القسطلاني
المؤلف: أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر القسطلاني
(تنبيه)
قال ابن حجر في (الدر المنضود)
حكمة اقتصاره صلى الله عليه وسلم في كثير من الروايات السابقة على اسمه العلم في قوله [صل على محمد] مع أنه في مقام تعليمهم ما هو اللائق به آثر التواضع لربه سبحانه أو مع أبيه إبراهيم فإنه ذكره باسمه العلم ولم يأت له بوصف إشارة إلى أن شهرة عظم أوصافه تغني عن ذكرها واتباعه في بعض الروايات السابقة [بعبدك ونبيك ورسولك إلى آخره] لبيان ما يقتضيه حق مقام النبوة من مزيد التأدب معه بذكر عظيم أوصافه .
والحاصل أن شهوده صلى الله عليه وسلم كان يتفاوت فتارة يؤثر مقام التواضع وهو الأكثر في الروايات وتارة بيان ما هو الواقع مبالغة في نصح الأمة وإرشادهم إلى الأولى والأكمل وقد يجب هذا كما في [السلام عليك أيها النبي] في التشهد فإنه لا يجزيء غير هذا اللفظ اقتصاراً على الوارد ليطابق روايات التشهد بخلاف روايات تعليم كيفية الصلاة عليه فإنها اختلفت كما مر وحكمة اتفاقها أي في التشهد في لفظ [السلام عليك أيها النبي] واختلافها هنا أي في تعليم كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم أنه وجد هنا مقتض للتواضع وهو مقابلة اسمه باسم أبيه إبراهيم صلى الله عليهما وسلم فآثره أي التواضع في الأكثر كما مر وفي التشهد لا مقتضى له أي التواضع فآثر ما هو الأنفع للأمة وهو إتيانهم بما هو الأليق بكماله صلى الله عليه وسلم أي قولهم [السلام عليك أيها النبي]
ولم يقولوا السلام عليك يا محمد باسمه الشريف صلى الله عليه وسلم واقتصر صلى الله عليه وسلم على اسم محمد في حديث الترمذي الذي علَّم به الأعمى أن يقول [يا محمد إني متوجه بك إلى ربي .... الحديث] لأنه مقام الدعاء والتوسل به صلى الله عليه وسلم فكان التواضع أليق به على أنه بين حق المقام بقوله [نبيك نبي الرحمة] قبل [يا محمد] فتأمل ذلك وأعرض عما سواه.
ولم يقولوا السلام عليك يا محمد باسمه الشريف صلى الله عليه وسلم واقتصر صلى الله عليه وسلم على اسم محمد في حديث الترمذي الذي علَّم به الأعمى أن يقول [يا محمد إني متوجه بك إلى ربي .... الحديث] لأنه مقام الدعاء والتوسل به صلى الله عليه وسلم فكان التواضع أليق به على أنه بين حق المقام بقوله [نبيك نبي الرحمة] قبل [يا محمد] فتأمل ذلك وأعرض عما سواه.
وحكمة قول عيسى في حديث الشفاعة [اذهبوا إلى محمد] الإعلام بمقامه المحمود الذي اختص به ذلك اليوم ولهذا يقال له لما يخر ساجداً [ارفع رأسك] إشعاراً بذلك وبقبول شفاعته ومن ثم قيل له عقبه [قل يسمع لك] ولما خلا نداؤنا في حياته وبعد موته بيا محمد عن التعظيم كان حراماً. أ. هـ
أي إذا لم يقترن بما يدل على تعظيمه صلى الله عليه وسلم كما في (فتاوى الشهاب الرملي) اهـ من سعادة الدارين للنبهانى رحمه الله