الكتاب: القَولُ البَدِيعُ في الصَّلاةِ عَلَى الحَبِيبِ الشَّفِيعِ
المؤلف: الإمامُ العلَّامةُ الحافظُ / شمسُ الدينِ محمَّدٌ بنِ عبد الرحمنِ السَّخَاوِي الشَّافِعِي (831 هـ - 902 هـ)
المؤلف: الإمامُ العلَّامةُ الحافظُ / شمسُ الدينِ محمَّدٌ بنِ عبد الرحمنِ السَّخَاوِي الشَّافِعِي (831 هـ - 902 هـ)
القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع
المقدمة
أما بعد فإن الله بقدرته وسلطانه ، ورأفته وإحسانه ، بعث سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وشرف وركم ، الدين القويم ، والمنهج المستقيم ، والخلق العظيم ، والخلق السليم ، وارساه رحمة للعالمين ، ونجاة لمن آمن به من الموحدين ، وإماماً للمتقين ، وحجة على الخلائق أجمعين ، وشفيعاً في المحشر ومفخراً للمعشر ،
ومزيلاً للغمة ، عن جميع الأمة ، أرسله على حين فترة نت الرل فهدى به لا قوم الطرق وأوضح السبل ، وأفترض على العباد طاعته وتعزيزه ، وتوقيره ورعايته ، والقيام بحقوقه ، وإمتثال ما قرره في مقهومه ومنطوقه ، والصلاة عليه والتسليم ، ونشر شريعته بالعلم والتعليم ، وجعل الطرق مسدودة عن جنته ، إلا لمن سلك طريقه واعترف بمحبته ، وشرح له صدره ورفع له ذكره ووضع عنه وزره ، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره ، فيا سعة من وفق لذلك ، ويا ويح من قصر عن هذه المسالك ، وصلى الله وسلم عليه ، وزاده فضلاً وشرفاً لديه ،
وكنت بحمد الله في تحصيل سنته ملازماً ، وتتبع آثاره وضبطها هائماً ، رجاء لحصول الثواب وقصداً لقرع الباب ، فيألني بعض الأصدقاء المحبين ، من الفضلاء المتعبدين ، ممن يتعين إجابة رسول الله ، لتحقق فضله وكثرة أفضاله ، أن أجمع كتاباً في الصلاة على سيد البشر ، استجلاباً من الله للصلات والبشر ، يكون عمدة لمن رجع إليه ، وكفاية لمن عول عليه ، وعدة في الوسائل ، وقربة للجميل من الخصائل ، ونجاة من أهل الدارين ، وأكتساباً للمواهب السنية وما يندفع به الشين ،
غير مطيل في ذلك بالإسناد ، ليسهل تحصيله لأولى التوفيق والسداد ، ومعقباً كل حديث بعزوه لمن رواه ، مبيناً غالباً صحته أو حسنه أو ضعفه لدفع الأشياء ، ذاكرا نبذة يسيرة من الفوائد المأثورة ، والنوادر المشهورة ، والحكايات المسطورة ، مما يتضمن المعنى المذكور ، المضاعف لفاعله الخير والأجر ، سالك في ذلك كله مسلك الإختصار ، دون الهذر والإكثار ، فاعتذرت له بمعاذير لم يلتفت إليها ، ولا عول في العدول عن مقصده عليها ، فعند ذلك أخذت في سبب التقتير عن مدارك قصده ، خشية التنفير عن مصادقته ووده ، فإذا البحر عميق ، والمجا غريق ، ومقام النبوة بالفضائل حقيق ، ومن قال وجد مكان القول ذا سعة ولكن أين اللسان المطيق المنطيق ، وأين العبارة التي تذيق طعم الشفاء ولا تضيق ، غير أنها إضافة ونسبة ،
ورتبة في التصنيف دون رتبة ، وعاجز وأعجز ، ولو وعد أح من نفيه استيفاء هذا الباب لما أنجز ، لكن المرجو من فضل الله ذي المن والجود ، أن يكون هذا التأليف إماماً في كثرة الجمع وحائز الجل المقصود ، وقد رتبته على مقدمة وخمسة أبواب وخاتمة.
ومزيلاً للغمة ، عن جميع الأمة ، أرسله على حين فترة نت الرل فهدى به لا قوم الطرق وأوضح السبل ، وأفترض على العباد طاعته وتعزيزه ، وتوقيره ورعايته ، والقيام بحقوقه ، وإمتثال ما قرره في مقهومه ومنطوقه ، والصلاة عليه والتسليم ، ونشر شريعته بالعلم والتعليم ، وجعل الطرق مسدودة عن جنته ، إلا لمن سلك طريقه واعترف بمحبته ، وشرح له صدره ورفع له ذكره ووضع عنه وزره ، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره ، فيا سعة من وفق لذلك ، ويا ويح من قصر عن هذه المسالك ، وصلى الله وسلم عليه ، وزاده فضلاً وشرفاً لديه ،
وكنت بحمد الله في تحصيل سنته ملازماً ، وتتبع آثاره وضبطها هائماً ، رجاء لحصول الثواب وقصداً لقرع الباب ، فيألني بعض الأصدقاء المحبين ، من الفضلاء المتعبدين ، ممن يتعين إجابة رسول الله ، لتحقق فضله وكثرة أفضاله ، أن أجمع كتاباً في الصلاة على سيد البشر ، استجلاباً من الله للصلات والبشر ، يكون عمدة لمن رجع إليه ، وكفاية لمن عول عليه ، وعدة في الوسائل ، وقربة للجميل من الخصائل ، ونجاة من أهل الدارين ، وأكتساباً للمواهب السنية وما يندفع به الشين ،
غير مطيل في ذلك بالإسناد ، ليسهل تحصيله لأولى التوفيق والسداد ، ومعقباً كل حديث بعزوه لمن رواه ، مبيناً غالباً صحته أو حسنه أو ضعفه لدفع الأشياء ، ذاكرا نبذة يسيرة من الفوائد المأثورة ، والنوادر المشهورة ، والحكايات المسطورة ، مما يتضمن المعنى المذكور ، المضاعف لفاعله الخير والأجر ، سالك في ذلك كله مسلك الإختصار ، دون الهذر والإكثار ، فاعتذرت له بمعاذير لم يلتفت إليها ، ولا عول في العدول عن مقصده عليها ، فعند ذلك أخذت في سبب التقتير عن مدارك قصده ، خشية التنفير عن مصادقته ووده ، فإذا البحر عميق ، والمجا غريق ، ومقام النبوة بالفضائل حقيق ، ومن قال وجد مكان القول ذا سعة ولكن أين اللسان المطيق المنطيق ، وأين العبارة التي تذيق طعم الشفاء ولا تضيق ، غير أنها إضافة ونسبة ،
ورتبة في التصنيف دون رتبة ، وعاجز وأعجز ، ولو وعد أح من نفيه استيفاء هذا الباب لما أنجز ، لكن المرجو من فضل الله ذي المن والجود ، أن يكون هذا التأليف إماماً في كثرة الجمع وحائز الجل المقصود ، وقد رتبته على مقدمة وخمسة أبواب وخاتمة.