إبداء الخفا في شرح أسماء المصطفى
شرح الشيخ أبي الحسن الحرالي المتوفى سنة 637 هـ
على أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم الواردة في الأثر:
تحقيق الدكتور أحمد فريد المزيدي
شرح الشيخ أبي الحسن الحرالي المتوفى سنة 637 هـ
على أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم الواردة في الأثر:
تحقيق الدكتور أحمد فريد المزيدي
قال الامام ابن ناصر الدين الدمشقي فى كتابه جامع الآثار في السير ومولد المختار :
( وأما أسماء النبي صلى الله عليه وسلم فلم أحصها إلا من جهة الورود الظاهر بصيغة الأسماء البينة فوعيت منها جملة، الحاضر منها سبعة وستون اسما.
وذكر أبو الحسين بن فارس اللغوي للنبي صلى الله عليه وسلم تسعة وتسعين اسما.
وذكر ابن دحية أن أسماءه صلى الله عليه وسلم إذا فحص عن جملتها من الكتب المتقدمة والقرآن العظيم والحديث النبوي بلغت الثلاثمائة، ذكره في كتابه "المستوفى في أسماء المصطفى صلى الله عليه وسلم".
ونحن نبدأ - بعون الله وتوفيقه - ببعض أسماء نبينا صلى الله عليه وسلم الواردة في القرآن، ثم في الكتب المتقدمة، ثم في الأحاديث النبوية، ونتبعها بمعانيها مقتضبة - إن شاء الله تعالى.
ففي القرآن العظيم جملة من أسمائه الشريفة، فمنها:
"محمد"، "أحمد"، و"نور" و"سراج منير"، و"منذر"، و"نذير"، و"مبشر"، و"بشير"، و"شاهد"، و"شهيد" و"هاد"، و"رحمة للعالمين"، و"عزيز"، و"حريص على هداية الأمة"، و"رؤوف"، و"رحيم"، و"داع"، و"كريم"، و"مذكر"، و"مبين"، و"صاحب"، و"ولي"، و"مرسل"، و"رسول"، و"مصدق"، و"قدم الصدق"، و"عبد"، و"مطاع"، و"نعمة الله"، و"العروة الوثقى"، و"الصراط المستقيم"، و"النجم الثاقب"، و"النبي الأمي"، و"المزمل"، و"المدثر"، و "رسول الله"، و"عبد الله"، و"داعي الله"، و"أول المسلمين"، و"أول المؤمنين"، و"خاتم النبيين".
وأما أسماؤه صلى الله عليه وسلم في الكتب السالفة فكـ:
"المتوكل"، و"حرز الأميين"، و"عظيم"، و"مأذ"، و "أحمد"، و"حمطايا"، و"خير البرية"، و"صاحب القضيب"، و"فارقليط"، و"روح الحق"، و"مقيم السنة"، و"إكليل محمود"، و"الجبار"، و"مشفح"، و"المنحمنا".
ففي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما الذي ذكرناه في صفته في التوراة اسمه: "المتوكل" و"حرز الأميين".
وورد في بعض طرقه اسمه بـ "المختار" أيضا، رواه الحارث بن أبي أسامة من حديث أبي الضحى، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: وذكر نعت النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب: "عبدي المتوكل"، و"المختار"، وذكر الحديث.
وجاء في أول سفر من التوراة عن إسماعيل: "وستلد عظيما لأمة عظيمة".
وورد أن اسمه صلى الله عليه وسلم في التوراة أيضا بـ: "مأدمأد" وقد حكيناه في أوائل الكتاب عن الجزء الثالث من السفر الأول من التوراة. وجاء أن اسمه صلى الله عليه وسلم في التوراة أيضا: "أحمد" و"حمطايا" ويقال: "حمياطا".
ويروى: أن عيسى عليه السلام قال: إني أذهب ويأتيكم خير البرية، فآمنوا به فإني مؤمن به.
وفي ترجمة من الإنجيل: أن عيسى عليه السلام قال: إن أحببتموني فاحفظوا وصيتي، وأنا أطلب إلى الله فيعطيكم بارقليط آخر يكون معكم الدهر كله.
فهذا تصريح بأن الله سبحانه سيبعث إليهم من يقوم مقامه وينوب في تبليغ رسالات الله منابه، وتكون شريعته باقية مخلدة أبدا، فهل هذا إلا محمد صلى الله عليه وسلم صاحب النبوة الخاتمة، قاله ابن ظفر. وقد قدمنا عن إنجيل يوحنا أن فيه: البارقليط لا يجيئكم ما لم أذهب، فإذا جاء وبخ العالم على الخطيئة.