الكواكب الزاهرة في اجتماع الأولياء يقظة بسيد الدنيا والآخرة
صلى الله عليه وآله وسلم
المؤلف : أبو الفضل عبد القادر بن الحسين بن مغيزيل الشاذلي
المحقق : أ.د. أحمد عبد الرحيم السايح و المستشار توفيق علي وهبة
صلى الله عليه وآله وسلم
المؤلف : أبو الفضل عبد القادر بن الحسين بن مغيزيل الشاذلي
المحقق : أ.د. أحمد عبد الرحيم السايح و المستشار توفيق علي وهبة
( فائدة )
قال أبو عبد الله الرصاع في كتابه ( تحفة الأخيار )
لمَّا تقررت منزلة هذه الأمة عند ربها وثبت فضلها بفضل نبيها وسادت على سائر الأمم بشدة محبتها في النبي الأمي المحترم وكان خير القرون القرن الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا به وهم الصحابة الكرام السادة الأعلام الذين حازوا قصب السبق وفازوا بصحبة سيد الخلق ومشاهدة أنوار حبيب الحق وبقىَ منْ بعدهم الذين نُقلت لهم آياته وتُليت عليهم صفاته وثبَتت عندهم معجزاته وتوالت عليهم خيراته وبركاته فآمنوا به وصدقوه واتبعوا النور الذي أن زل معه فحققوا في تصديقهم به علم اليقين وثبت عندهم بالقطع أنه الصادق المصدوق الأمين تمنوا بقلوبهم وأنفسهم أن لو شاهدوا في حياتهم النور المبين وتمتعوا برؤيته بعين اليقين جبر الله سبحانه وتعالى صدع قلوبهم برؤيته في النوم ومشاهدته وحقق لهم أن ما يرونه من صفاته حق وما يشاهدونه من ذاته صدق وإذا رآه المؤمن المحب في نومه انشرح صدره واستنار قلبه وتقوى إيمانه وتحقق إيقانه فمن اشتاق إلى رؤية النبي عليه الصلاة والسلام وغلب الحب على قلبه في سيد الأنام ولم يكن في قلبه غيره من حب الحطام صار قلبه مرآة يظهر فيها صاحب بديع الصفات ورؤيته صحيحة ومشاهدته في المنام قطعية فما بينك وبين ذلك إلا أن تطهر قلبك وتقوي حبك فإن الصادق المصدوق قد قال [من رآني في المنام فقد رآني حقاً] فمهما اشتقت إلى مشاهدة بدر التمام وحبيب الملك العلام فقوِّ حبك وصفِّ نفسك وعمِّر أوقاتك بالصلاة عليه حتى تملأ جوانح زوايا قلبك بالأنوار وتتلاشى منها غياهب الأغيار وتنطبع فيه صورة الهاشمي المختار صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أولي البصائر والأبصار. أ. هـ