رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم
مائة قصة من رؤى النبي صلى الله عليه وآله وسلم
تأليف : ابو أنس عبد العزيز أحمد عبد العزيز
مائة قصة من رؤى النبي صلى الله عليه وآله وسلم
تأليف : ابو أنس عبد العزيز أحمد عبد العزيز
قال الامام النبهانى رحمه الله فى سعادة الدارين :
عقد الإمام الترمذي في آخر كتاب (الشمائل) باباً فيما جاء في رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وروى فيه عدة أحاديث في ذلك
الحديث الأول: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال [من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي]
الحديث الثاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتصور - أو قال لا يتشبه- بي]
الحديث الثالث: عن طارق بن أشيم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [من رآني في المنام فقد رآني]
الحديث الرابع: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثلني]
قال كليب الراوي عن أبي هريرة فحدثت به ابن عباس فقلت قد رأيته أي النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت الحسن بن علي فقلت شبهته به فقال ابن عباس إنه كان يشبهه.
الحديث الخامس: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول [إن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي فمن رآني في النوم فقد رآني]
قال يزيد الفارسي وكان يكتب المصاحف رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام زمن ابن عباس فقلت لابن عباس إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقال ابن عباس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول [إن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي فمن رآني في النوم فقد رآني] هل تستطيع أن تنعت هذا الرجل الذي رأيته في النوم؟ قال نعم أنعت لك رجلاً بين الرجلين جسمه ولحمه أسمر إلى بياض (أي أحمر لأن السمرة تطلق على الحمرة) أكحل العينين حسن الضحك جميل دوائر الوجه قد ملأت لحيته ما بين هذه إلى هذه (أي ما بين هذه الأذن إلى هذه الأذن الأخرى) قد ملأت نحره فقال ابن عباس لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا.
الحديث السادس: عن أبي قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [من رآني - يعني في النوم- فقد رآى الحق]
الحديث السابع: عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتخيل بي] قال [ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزأ من النبوة]
وقال شيخ مشايخي الشيخ إبراهيم الباجوري رحمه الله في حاشيته وجه ذلك على ما قيل أن زمن الوحي ثلاث وعشرون سنة وأول ما ابتديء صلى الله عليه وسلم بالرؤيا الصالحة وكان زمنها ستة أشهر ونسبة ذلك إلى سائر المدة المذكورة جزء من ستة وأربعين جزأ
ثم قال وأظهر ما قيل في معنى كون الرؤيا جزأ من أجزاء النبوة أنها جزء من أجزاء علم النبوة لأنها يُعلم بها علم الغيوب ويُطلع بها على بعض المغيبات ولا شك أن علم المغيبات من علم النبوة ويؤيد ذلك الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه مرفوعاً [لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا وما المبشرات قال الرؤيا الصالحية يراها الرجل المسلم أو ترى له] أخرجه البخاري قال والتعبير بالمبشرات للغالب وإلا فقد تكون من المنذرات انتهى باختصار.
ورأيت في فتاوى الشهاب الرملي أنه سئل عن قوله صلى الله عليه وسلم [من رآني فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي] ما الحكمة في ذكره صلى الله عليه وسلم نفسه الشريفة ولم يذكره في حق الباري جل وعلا؟ وهل إذا أجاب مجيب بأنه صلى الله عليه وسلم لما كانت صورته الشريفة مشابهة للصورة البشرية وأمكن أن يتخيل الشيطان أي يتمثل بها ناسب أن يذكر في حق نفسه صلى الله عليه وسلم وأما الباري جل وعلا فليس كمثله شيء فلم يستطع العقل أن يجوز ذلك في حقه تعالى وتقدس فلم يحتج للتنبيه عليه يكون مصيباً بذلك أم لا؟
فأجاب بأنه صلى الله عليه وسلم خص نفسه الشريفة بالذكر لحِكَمْ منها
لأجل قوله [فقد رآني حقاً] ولا كذلك الباري جل وعلا.
اللهم متعنا برؤيته صلى الله عليه وآله وسلم