شرح كلمات الصوفية والرد على ابن تيمية
من كلام الشيخ الاكبر محى الدين ابن عربى
رضى الله عنه
رأي ابن عربي في الجهة والعلو ورده على اهل الجهة:
يبين الشيخ في هذه المسألة بأن الله تعالى منزه عن الجهة فالكل تطلب وما من جوهر فرد من العالم كله أعلاه وأسفله إلا وهو مرتبط بحقيقة إلهية: (إن الله كما توجه إلى أعلى الموجودات قدراً وهو القلم الإلهي والعقل الأول بما أعطاه من العلم والسعادة، كذلك توجه إلى أدنى الموجودات قدراً وأشقاهم وأحسنهم منزلة عند الله على حد واحد، فإن الله من حيث ذاته ما فيه مفاضلة لأنه لا يتصف بالكل فيتحقق فيه البعض، وما من جوهر فرد من العالم كله أعلاه وأسفله إلا وهو مرتبط بحقيقة إلهية، ولا تفاضل في ذلك الجانب الأعز الأحمى فهو مستو على عرشه الأعلى، اجتمع أربعة من الأملاك (1) على الكعبة واحد نازل من السماء، وآخر عرج من الأرض السفلى، والثالث: جاء من ناحية المشرق، والرابع: من ناحية المغرب فسأل كل واحد منهم صاحبه من أين جئت؟ فكلهم قالوا من عند الله.