ردع الفقراء ودعوى الولاية الكبرى
تأليف الإمام الرباني سيدي عبدالوهاب الشعراني (ت 973 هـ)
تحقيق الدكتور عبدالباري محمد داود
قال الإمام الشعراني فى المنن الوسطى
ومما أنعم الله به علي أنني لا أخذ على مريد العهد إلا إن كان خاليًا من شيخ ينتمي إليه من مشايخ العصر ثم يسوق على السياقان في ذلك فإن كان له شيخ ولو بالاسم فقط أو لم يظهر لي منه رغبة تامة في طلب الطريق لا أخذ عليه عهدًا شفقة عليه أن يمقت لتلاعبه بالطريق مع عزة مراقيها وكان سيدي إبراهيم الدسوقي رحمه الله يقول: ما أعز الطريق وما أعز من يطلبها وما أعز من يصدق في طلبها وما أعز من يجد من يدله عليها وما أعز من يصبر على فعل ما يأمر به شيخه فيها انتهى.
ومما أنعم الله به علي حفظي لحرمة أشياخي أحياء وأمواتًا ولو قدر أنني جاوزت مقاماتهم لا أرى نفسي أصلح خادمًا لهم وأزجر بالقلب واللسان كل من رأيته يرفع مقامي على أحد من أشياخي أو يقول عني أنني خليفة له لأن من شرط الخليفة الحقيقي أن يكون على صورة من استخلفوا في الأخلاق والعلوم والمعارف والأسرار والكرامات والخوارق وقد أكثر الاغترار في هذا الزمان بمثل ذلك من تلامذة الأشياخ الذين ماتوا وتخلفوا بعدهم وربما يكون أحدهم لم يأذن له شيخه في الجلوس بعده لإرشاد الناس وكان الواجب عليهم أن يغيروا على مقام أشياخهم أن يهتضم بجعلهم خلفاء لهم فإنهم قالوا في المثل إذا لم تجتمعوا بشيخ فانظروا تلامذته فإنهم يدلون عليه وإن لم يكن ذلك قاعدة كلية فالحمد لله رب العالمين.