ليلة النصف من شعبان
في ميزان الإنصاف العلمي وسماحة الإسلام
تأليف الإمام الرائد محمـد زكي إبراهيم رضى الله عنه
رابط تحميل مباشر
رابط غير مباشر
في ميزان الإنصاف العلمي وسماحة الإسلام
تأليف الإمام الرائد محمـد زكي إبراهيم رضى الله عنه
مقدمة بين يدي هذه الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعد:
أولاً: فإنَّ سيِّدَنا وشيخنا بقية السلف الصالح الإمام محمد زكي إبراهيم رحمه الله تعالى كان يُحيي ليلة النصف من شعبان إحياءً شرعيّاً، فيحثُّ فيها على الذكر والدعاء وقراءة القرآن والتهجد والتسبيح، وكان رحمه الله يوصي فيها بالتوبة والاستغفار ومحاسبة النفس وصلاة الحاجة وصلاة التسابيح.
وهذه العبادات كلها لها أدلتها الشرعية من الكتاب والسُّنَّة والإجماع، وهي عبادات مطلقة (أي غير مقيدة بزمن مُعَيَّن تؤدى فيه)، فأداؤها في أي وقت سُنَّة نبوية، فإذا أُدِّيت في وقت مبارك له فضل وشرف كان ذلك أرجى للإجابة والقبول، وكان جمعاً بين فضيلتين في وقت واحد.
وكان شيخنا رحمه الله يجمع النّاس في ليلة النصف من شعبان (بين المغرب والعشاء) فيعظهم ويُذَكِّرُهم ويدعو الله بهم، ويؤمِّنون عليه، ثُمَّ من شاء أحيا ليلته معتكفاً في المسجد، ومن شاء أحياها في بيته.
والنَّاس في زماننا هذا أحوج ما يكونون إلى اجتماعات الخير ومواسم الرحمات، والتعرض لنفحات الله في أيامه، فقد كثرت المفاسد وأهدرت الأوقات في غير الطاعات (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)، فمن ثَمَّ كان الإنسان في حاجة إلى لحظات يرجع فيها إلى الله ويؤوب، ويتوب إليه سبحانه وينيب؛ فالاجتماع في ليلة النصف وفي غيرها من الأوقات المباركات أصبح ضرورة لا بد منها.
والفقيه النبيه الذي يمعن نظره الثاقب وبصيرته النيِّرة يجدُ أنَّ من الأسس العظيمة التي قام عليها الإسلام: الاجتماع على الخير، فمن هنا كانت صلاة الجمعة، والجماعة، والعيدين، وإجابة الدعوة، وحِلَق الذكر، والعلم، والقرآن ... إلخ.
ثانياً:
وقد ظهر اليوم طغام من المتفيهقين والمتشدِّقين والمتنطعين، ممن وقفوا على أبواب الله ليصدوا عباده عن سبيله، وأنَّى لهم؟!، بضاعتهم: التبديع والتكفير والتفسيق، وربحهم: التفريق والتشتيت والتمزيق، فلا ربح البيع، ولا راجت التجارة .. لمّا فشا هؤلاء في النّاس كـ (جرثومة) خبيثة، و (فيروس) قاتل، ينخر في عظام الأمة، هَبَّ أطباء العلل، فاستأصلوا شأفة ما ظهر من الأمراض وانتشر، وعالجوا الدفين من الأوبئة وما استتر، وذلك بحَدِّ الأدلة الشرعية، والحجج الواضحة القويّة، والبراهين الساطعة الجليّة.
من أجل ذلك كتب شيخنا رحمه الله تعالى هذه الرسالة المفيدة (ليلة النصف من شعبان في ميزان الإنصاف العلمي) على طريقته رحمه الله في ذكر خلاصة المسائل العلمية، ومواطن الحجج والأدلة الشرعية، بأسلوب جمع بين حسن التبويب والترتيب، وسهولة العبارة وتوضيح المقصود؛ ليستفيد الخاص والعام والمجتهد والمقتصد، في غير فضل كلام، ولا تكثير أوراق.
رابط غير مباشر